ولما جلا الملك المؤيد رأيه ... جلا ظله الممدود وهج الممالك
مهيب السطا هامي العطا سابق العلى ... جليّ الحلا كشَّاف ليل المعارك
تولى فيا عجز الأكاسرة الأولى ... وجادَ فقلنا يا حياء البرامك
وشاركه العافون في ذات ماله ... وليس له في مجدِه من مشارك
كريمٌ يجيل الرأي فعلاً ومنطقاً ... فلا يرتضي غير الدراري السوامك
كعوب القنا عجباً براحته التي ... يروِّي نداها مشرعات طوالك
إذا هزَّ منها الملك كعباً مثقفاً ... فيا لك من كعبٍ عليه مبارك
وإن جرَّ في صوبِ الثغور رؤوسها ... جلت قلح الأعدا جلاء المساوك
ولله من أقلام علمٍ بكفِّه ... سوالب ألباب الرجال سوَالك
كأنَّ معانيها كواعب تنجلي ... على حبكِ الإدراج فوق آرائك
كأنَّ بياض الطرس بين سطورها ... أياديه في طيِّ السنين الحوالك
أمسدي الأيادي البيض دعوة ظافر ... لديك على رغم الزمان المماحك
عطفت على حالي بنظرة سائرٍ ... وقد مدَّ فيها الدهر راحة هاتك
فدونك من مدحِي اجتهاد مقصر ... تداركت من أحواله شلوَها لك
تملكه الهمّ المبرح برهةً ... إلى أن محى رضوان صولة مالك
وقال فيه أيضاً
البسيط
لثمت ثغر عذولي حين سماك ... فلذّ حتَّى كأني لاثم فاك
حبًّا لذكراك في سمعي وفي خلدي ... هذا وإن جرحت في القلب ذكراك
تيهي وصدِّي إذا ما شئت واحْتكمي ... على النفوسِ فإن الحسن ولاَّك
وطولي من عذابي في هواك عسى ... يطول في الحشرِ إيقافي وإياك
في فيكِ خمرٌ وفي عطف الصبا ميد ... فما تثنيك إلاَّ من ثناياك
وما بكيت لكوني فيك ذا تلفٍ ... إلاَّ لكون سعير القلب مأواك
بالرغم إن لم أقل يا أصل حرقته ... ليهنك اليوم إنَّ القلب مرعاك
يا أدمعاً ليَ قد أنفقتها سرَفاً ... ما كانَ عن ذا الوفا والبرّ أغناك
ويا مديرة صدغيها لقبلتها ... لقد غدت أوجهُ العشَّاق ترضاك