وأيِّدْ أيادِي ابن الخليفة إنَّها ... إذا زهدَت فينا الكِرام رغاب
أيادِي عليٍّ رحمةُ اللهِ في الورَى ... فأن يبغِ باغيهِم فهنَّ عذاب
عليَّ الذرى والاسمِ والنسب الذي ... يعنعن للخطابِ فيه خطاب
فيا لكَ من بيتٍ عليٍّ قد اعتلت ... به فوقَ أكتاف النجومِ قباب
من القومِ في بطحاءِ مكَّة منزل ... لهم وفنىً حولَ الشِّعابِ شِعاب
حمت عقدةَ الإسلامِ بدءأً وعودةً ... كتيبةُ ملكٍ منهمو وكتاب
فكم مرَّةٍ باتوا لحربٍ فجدَّلوا ... وعادوا إلى نادي النَّدى فأثابوا
بألسنِ نيرانٍ لهم وقواضبٍ ... إذا ما دَعوا نادي النداء أنابوا
وأقلام عدلٍ في بحورِ أناملٍ ... لهم بينَ أمواجِ الدروعِ عباب
مضى عمرُ الفاروقُ وهي كما ترَى ... غصونٌ بأوطانِ الملوكِ رِطاب
فأحسنْ بها في راحةٍ علويةٍ ... كما افترَّ عن لمعِ البروقِ سحاب
توترَ لفظاً كالجمانِ سحابهُ ... على جانب الملك العقيم سِحاب
ينقِّب عن رأيٍ بها وفواضلٍ ... سفيرٌ عن المعنى الخفيِّ نقاب
مهيب الشظا يخشى صرير يراعهِ ... ظبا البيضِ حتَّى لا يطنّ ذباب
فيا ليتَ يحيى الآنَ يحيا فيجتنِي ... محاسنَ منها خيلهُ وشباب
وكاتب سرٍّ للملوكِ محجب ... وما للندى عن زائِريهِ حجاب
عطارد دُهمِي المشتري غير خاسرٍ ... إذا بيع حمدٌ في الورَى وثواب
وذُو القلم الماضي الثَّنا فكأنَّما ... لهُ السيفُ من فرطِ المُضاءِ قراب
موردُهُ شهدٌ إذا شيمَ برّه ... وإن شيمَ حربٌ فالمواردُ صاب
تُخافُ وتُرجى يا مسطرَ كتبهِ ... فكأنَّكَ روضٌ أو كأنَّكَ غاب
كذا يا ابنَ فضلِ اللهِ تدعو لملكها ... ملوكٌ إذا شاموا الظنونَ أصابوا
فريدَ العلى هل أنتَ مصغٍ لناظمٍ ... فريد الثنا كالتِّبرِ ليس يعاب
لأعرض عن رجوايَ عطفك مرةً ... فأعرض عنِي سادةٌ وصِحاب
وأوهمني حرمانِهم ليَ حاجةً ... أهبُّ لأشكو حرِّها فأهاب
وكابدت في المثنَى من العربِ مشتكِي ... كما قيلَ لم تلبس عليه ثياب
وإني وإن شيبتْ حياتي وأعرَضوا ... وحقكَ ما ليَ غير بابك باب