وقال في الشهاب محمود
الطويل
تعشقته ظبيَ الكناس إذا عطا ... وعلّقته ليث العرين إذا سطا
وأسكنته عيني فزادَ ملاحةً ... وقد راحَ فيها بالدّموع مقرطا
نصبت له من قبل أشراك هدبها ... فباتَ بها طول الدّجى متورّطا
وخلفتها بالدَّمع شكراً لأنه ... إليها من الجنَّات فرّ وأهبطا
وكم من عذولٍ رامَ منيَ سلوةً ... وأمسى كقلبي بالهموم مخلّطا
فما زادني في الحبّ إلاَّ تسرُّعاً ... وما زادني في الصبر إلا تثبُّطا
أأترك ذاكَ الريق كالشهدِ مخبراً ... وأطلب صبراً ما أشرّ وأحبطا
عليَّ يمينُ لا سلوت مهفهفاً ... ولا بتُّ في رمَّان صدرٍ مفرّطا
ولا حلت عنهُ فاتر اللحظ أغيداً ... يخرُّ له الغصن الرطيب إذا خطا
تصيدني من شعرهِ بحبائلٍ ... غدوت بها عمَّا سواهُ مربطا
ولم أرَ مثل البند ما بين خصره ... وأردافه من جورها قد توسطا
يطول إذا لم ألقَه عمرُ الدّجى ... إلى أن أراهُ بالكواكبِ أشمطا
ليالٍ تولت ما أرقّ معاطفاً ... وعيشاً تقضى ما ألذّ وأغبطا
رمى ثغرهُ كاللؤلؤ الرطب ساطعاً ... علي جيده زاهي النظام مسمّطا
فيا حامي الإسلامَ من كلماته ... بأجهد من حربِ الأسود وأربطا
أحاطَ به جيشُ السطور وإنما ... أدارَ به الأمر الذي كانَ أحوطا
وسادَ البرايا كلَّما نال مصعداً ... بأفق المعالي نال شافيه مهبطا
وما أن رأينا مثل أنهار طرسه ... لدُرّ معانيه مغاصاً وملقطا