لم يزل جوده يجور على الما ... ل إلى أن كسى النضار اصفرارا
البدارَ البدارَ نحو نداه ... فإذا صال فالفرارَ الفرارا
مثل ماء السماء خلقاً هنيئاً ... وابن ماء السما علًى واقتدارا
كلما استغفر الرَّجا من سواه ... أرسلت كفه الندى مدرارا
وإذا شبتِ الوغى فكأنَّ الس ... يف من بأسه استعارَ استعارا
ذو حسامٍ مدَرَّبٍ لم يدَعْ في ... جانب الشامِ للعدى ديَّارا
أعجل الكافرين بالفتك عن أن ... يلدوا فيه فاجراً كفَّارا
يا مليكاً أحيى الثنا والعطايا ... فجلبنا لسوقه الأشعارا
وتلقى بضائعَ القصدِ والحم ... د فجئنا إلى حماهِ تجارا
أسألُ الله أن يزيدَك فضلاً ... وسموًّا على الورى وفخارا
صنتني عن أذى الزَّمانِ وقد حا ... ول حربي واستكبر استكبارا
وانبرى غيثك الهتون بجدوى ... علَّمتني مدائحاً لا تُبارى
ما مددنا لك اليمينَ ابتغاءً ... للعطايا إلا شكرنا اليسارا
وقال فيه أيضاً
البسيط
في مرشفيه سلاف الراح من عصرَه ... ومعطفيه قوام البان من هصرَه
وفي ابتسام ثناياه ومنطقه ... مَن نظَّم الدر أسلاكاً ومن نثره
ظبي قضى كل زيدٍ في محبته ... وما قضى من ليالي وصله وطره
مطابق الوصل في مرأًى ومختبر ... فالخدّ سهل وأسباب الرضا وعره
إذا انثنى شمتَ من أعطافه غصناً ... عليه من كل حسن باهر زهره
ذاك الذي خجلت أجفان مقلته ... من القلوب فراحت وهي منكسره
بينا يرى جنةً في العين مونقة ... حتى يرى جذوةً في القلب مستعره
كيف الخلاص لمطويٍّ على شجن ... وقد تمالت عليه أعين السحره
تغزو لواحظها في المسلمين كما ... تغزو سيوف عماد الدين في الكفره
ملك إذا نظرت عين الرجاء له ... لم يدفع الجود رؤياها إذا نظره
مؤيد النعت والأفعال ذو شيمٍ ... لباسة لبرود الحمد مفتخرة