ليسوا سواء المجد إلا إذا ... تساوت الخزفةُ والدّرّه
هو الذي يروي حديث الثنا ... عن شخصه الباهرَ عن قرّه
للخَلق والخُلق على وجهه ... نوران ردا ناظر الأمرَه
إن كان ذا النورين فضلاً فكم ... جهزَ من جيش ذوي العسره
يا ملكاً يلقى المنى والعدى ... بضعف ما ترضى وما تكره
وقَّرتني عن أهل ودِّي فلا ... والله مالي فيهمُ فكره
إلى أياديك انتهى مطلبي ... فيا لها فيحاء مخضرّه
كذا مدي الأيام في نعمةٍ ... باسمة الإخوان مفتره
في كلّ وجهٍ قد تيممته ... سعادةٌ واضحةُ الغرَّه
وقال فيه أيضاً:
الكامل
صيرت نومي مثل عطفك نافرا ... وتركت عزمي مثل جفنك فاترا
وسكنت قلباً طار فيك مسرةً ... أرأيت وكراً قطّ أصبح طائرا
يا مخرباً ربع السلوّ جعلتني ... أدعى بأنساب الصبابة عامرا
ويطيع قلبي حكم لحظك في الهوى ... يا للكليم غدا يطيع السَّاحرا
رفقاً بقلبٍ في الصبابة والأسى ... صيرته مثلاً فأصبح سائرا
ومسهدٍ يشكو القتار دموعه ... مما سلكْنَ على هواك محاجرا
ما بالُ مقلتك الضعيفة لم تزل ... وسنا وطرفي ليس يبرح ساهرا
خلقت بلا شك لأخلاق الأسى ... ويد المؤيد للنوال بلا مرا
من مبلغ الملك المؤيد أنني ... لولاه ما سميت نفسي شاعرا
وحلفت لم أمدح سواه لرغبةٍ ... لكنني جرَّبت فيه الخاطرا
ملك ابن أيوب الثناءَ بنائلٍ ... أضحى على حمل المغارم صابرا
وتملكته سماحةٌ وحماسةٌ ... جعلا له في كلِّ نادٍ ذاكرا
وإذا سخا ملأ الدِّيارَ عوارفاً ... وإذا غزا ملأَ القفار عساكرا
وإذا سطا جعلَ الحديد قلائداً ... وإذا عفى جعل الحديد جواهرا
بينا الأسير لديه راكب أدهمٍ ... حتى غدا بالعفو أدهم ضامر