لا تجعلِ اسميَ للعذَّال منتصباً ... فما لتعريف وجدي فيك تنكير
ولا توالِ أذى قلبي لتهدمه ... فإنه منزلٌ بالودِّ معمور
هل عند منظركَ الشفاف جوهرة ... إني إليه فقير اللحظ مضرور
أو عند مبسمك الغرَّار بارقةٌ ... إني بموعد صبري فيه مغرور
أقسمت بالعارض المسكيّ إن به ... للمقسمين كتابَ الحسن مسطور
وبالدمع التي تهمي الجفون بها ... فإنها البحر في أحشاي مسجور
لقد ثنى من يدَي صبري عزائمه ... قلبٌ بطرفك أمسى وهو مسحور
وقد تغير عهدُ الحال من جسدي ... وما لحال عهدي فيك تغيير
حبي ومدح ابن شاةٍ شاه من قدم ... كلاهما في حديث الدَّهر مأثور
أنشأ المؤيد ألفاظي وأنشرها ... فحبذا منشأ منها ومنشور
فلك إذا شمت برقاً من أسرته ... علمت أنَّ مرادَ القصد ممطور
مكّمل الذاتِ زاكي الأصل طاهره ... فعنده الفضلُ مسموعٌ ومنظور
أقام للملك أراءً معظمة ... لشهبها في بروج اليمن تسيير
وقام عنه لسانُ الجود ينشدنا ... زُوروا فما الظنّ فيه كالورى زور
هذا الذي للثنا من نحو دولته ... وللجوائزِ مرفوعٌ ومجرور
وللعلوم تصانيفٌ بدت فغدت ... نعم السوارُ على الإسلام والسور
في كفه حمرُ أقلامٍ وبيض ظباً ... كأنها لبرود المدْحِ تشهير
قد أثرت ما يسرّ الدّين أحرفها ... وللحروف كما قد قيل تأثير
لله من قلمٍ صان الحمى وله ... مال على صفحات الحمدِ منثور
وصارمٍ في ظلام النقع تحسبه ... برقاً يشقّ به في الأفق ديجور
تفدي البريةُ إن قلوا وإن كثروا ... أبا الفداء فثم الفضلُ والخير
مدت على مجده الأمداح واقتصرت ... فأعجب لممدودِ شيءٍ وهو مقصور
وسرّها من أب وابن قد اجتمعا ... مؤيد يتلقاها ومنصور
يا مالكاً أشرقت أيامه وزَهت ... رياضها فتجلى النورُ والنور
هنئت عيداً له منك اعتياد هناً ... فالصبحُ مبتهجٌ والليلُ مسرور
فطَّرْت فيه الورى واللفظ منفق ... للوَفدِ فطرٌ وللحساد تفطير