وقال مجيبا للإمام الأوحد الأديب جمال الدين
يوسف بن حماد الحموي
أهلاً بها بيضاء عاطرةٌ إذا ... وصلت ينم بها شذاها والشذى
سحارة الجفن الكحيل إذا رنت ... عقدت لسان معوذٍ إن عوذا
تلك التي حكمت سهام لحاظها ... حكماً تأمله الجمال فنفذا
تجري الدماء وسيفها في جفنه ... نظراً وليس السحر إلاَّ هكذا
آهاً لرشقِ سهامها في هدبها ... والسهمُ أبعدُ ما يكون معذذا
ولحاجبينِ إذا تعرّض ناظر ... متأملٌ قالت لقوسيها خُذا
ولذلك الخدّ الخليليّ اللظى ... لو ينتحي الصنم الأصمّ لجذّذا
قالت إذا غمضت جفونك فارتقب ... طيفي فقلت لها نعمْ لكنْ إذا
وسمعت عن سيفٍ ورمحٍ قبلها ... حتى انثنت ورنت فقلت هما اللذا
عشقي كمدح جمال دين الله لا ... ينفكّ مشتغل الضمير بذا وذا
المرتقي درجات مجدٍ جلّ أن ... يجذو سواه وجلّ عن أن يحتذى
مترفع الأوصاف عن مدح الورى ... فكأنما قول المديح له بذا
جزل الندى والبأس لو لمس الصفا ... لجرى ولو لمس الحديد لفلذَّا
عرف الحيا كفيه لما أخجلا ... بالبرق وجنته وقال هما اللذا
عالٍ على شرف النجوم كأنما ... قدَمُ الثريا في القياس له حذا
وجد الأنام على قريحته هدًى ... فرأوا ليوسفَ نار موسى تحتذى
كم مقترٍ عانٍ يلذّذ أمره ... وافى إلى أبوابه فتلذذا