وهل فتىً يشكى إليه الذي ... تمَّ له أدراج تتلى وبخ
بلى جمالُ الدينِ أنعم به ... مولىً كريماً ونسيباً وأخ
لو قابلت سنوننا شمسه ... أو نوءها أبصرته قد نسخ
جاء جواب منه كم حافظٍ ... له وكم ربّ بديعٍ نسخ
فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى ... مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ
فكتب إليه الشيخ جمال الدين بتلك الحائية المتقدنة
فلم يرض إلا بخائية فقال
السريع
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ ... جسمي به من قبل شهري انسلخ
ويلاهُ من ثلجٍ صميمٍ إذا ... تساكت الناسُ لديه صمخ
قامت به شعرةُ أجسامنا ... بزرقةٍ فالويل منها خوخ
كأنَّني محراكُ فرنٍ إذاً ... قالوا عجينُ الثلج في الأرضِ طخ
كم يبصق الثلج على لحيةٍ ... وكم يقول الرعد في الوجه إخّ
كم تعقد الآفاقُ عقدَ اللّبا ... منه وكم ينثرُ نثرَ اللبخ
كم بشر بالثلج لما غدا ... كالحجرِ المطروحِ قبل المسخّ
كم اثر نيران إذا ما رعى ... بالثلجِ يجري ماءَه قبل سخ
وحاولَ البربخ في الماءِ أن ... يحكي مجارِي رشحهِ فانْبرخ
لا كانَ ذاكَ البخ منه ولا ... كرَّر في أيَّامهِ قول بخ
كم ليلةٍ بالثلجِ شابت وكم ... مداد جنح بضياه انْتسخ
صكَّت به الأجرام من فوقنا ... ودار بالآفاقِ منَّا فلخ
وجاز في آذاننا واغلاً ... كأنَّهُ يقلعُ منها زنخ
ما لي ببابِ الثلج من طاقةٍ ... وخوفه من كبدِي قد رسخ
فعوّذوني دونه بالرّقى ... أو بخِّروني بالحصى والكلخ
متى أرى من مطرٍ رحمةً ... تطرد من قاعدةٍ ما انْفسخ
متى أرى جيب الغوادِي انْفرى ... وروع أفراخي لديهِ انْفرخ
اللائذين اليومَ من حاتمٍ ... كأنه شعوآءُ فيها فنخ