ما كان ذاك الوجد حوتاً جرى ... في فلك الشهب وثوراً نطح

الأمر أدهى والذي غاب من ... شكوى الورى أكثر مما سنح

سلّت يد السعد على النحس من ... أهل الشقا سكّينها فانذبح

وضاقت الأنفس من فرط ما ... يُندف من رأس وقطنٍ قزح

وأبيض ذاك الطرف مما بكى ... وأزبد العوَّاء مما نبح

وانقصف الغصن فكم طائر ... ناح عليه بعد ما قد صدح

كأنما البحرُ طفا ملحه ... فذرّه الأفق على ما جرح

يا مدْملَ الجرح بألفاظه ... وناهياً للدّهر عما اجترح

لله ما خائية خلدت ... في صفحة الدهر أجلّ الملح

أقسمت لو وازنت الشمس في الم ... يزان دينار سناها رجح

وقال يمدح أخاه علاء الدين

البسيط

سلبت عقلي بأحداقٍ وأقداح ... يا ساجيَ الطرف أو يا ساقيَ الرَّاح

سكران من قهوة الساقي ومقلته ... فاترك ملامك في السكْرين يا صاحي

واطرح بعيشك أثقالَ الملام فما ... حملت وزْري ولا كلفت إصلاحي

دعني إذا صح نجمي في هوى قمري ... ببيت ماليَ أنشي بيت أفراحي

بجوهر الكأس يجلو لي بها عرضاً ... ظبيٌ يفدَّى بأشباحٍ وأرواح

وفارسيّ من الأتراك تكملتي ... في نحو خدّيه قد صحت بإيضاح

يردي الفوارس منه ملتقى رشاءٍ ... باللحظ والقدّ سياف ورماح

قلبي أبو طالبٍ منه الوصال فما ... ينفكّ من نار شجو وسط ضحضاح

يا مثريَ الخدّ بالمحمر من ذهبٍ ... دارِك ضرورة محتاجٍ ومجتاح

يا فاضحي في الهوى خط بعارضه ... لقد نسخت على عشقي بفضّاح

ما أنس لا أنس لقيانا وقد غفلت ... عينُ الهوى عن قريرِ العين طماح

قابلت شعرك بعد الوجه ملتفتاً ... فأنعمَ الله إمسائي وإصباحي

حيث الرضى في جبين الصب مكتئب ... أيام لم يمح أسطار الصبى ماح

وحامل الكأس تحت الدجن يعملها ... كأنه مدلجٌ يمشي بمصباح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015