وَإِنِّي لَظامٍ إِلى نَفْحةٍ ... بِرَيّاكَ ما وَرَدَ الْماءَ ظامِي

وَكَمْ عَبْرَةٍ لِي وَما بَيْنَنا ... سِوى أَنْ تَكِلَّ بَناتُ الْمَوامِي

فَكَيْفَ وَقَدْ أَنْزَلَتْكَ الْمَنُونُ ... بأَسْحَقِ دارٍ وَأَنْأَى مَقامِ

غَرِيباً يُبَكِّي لَهُ الأَبْعَدُونَ ... صَرِيعاً يُوَسَّدُ صُمَّ السِّلامِ

سَلِيباً يُجِلْبَبُ ثَوْبَ الْبِلى ... ضَعِيفاً يُحَمَّلُ ثِقْلَ الرَّغامِ

وَيا غائِباً كَمَدِي حاضِرٌ ... بِهِ ما شَجَتْ فاقِدٌ بِالْبُغامِ

تَشَكَّتْ رِكابُكَ عَضَّ الْقُتُودِ ... لَيالِي سُراكَ وَجَبَّ السَّنامِ

وَما كان غارِبُها فِي الرَّحِيلِ ... بأَوْجَعَ مِنْ كَبِدِي فِي الْمُقامِ

زِمامٌ مَعَ الْوَجْدِ لِي طَيِّعٌ ... طِواعَ الْمُذَلَّلِ جَذْبَ الزِّمامِ

وَدَمْعٌ يُبارِي وَجِيفَ الْمَطِيِّ ... فَأَخْفافُها وَجُفُونِي دَوامِي

رُزِئْتُكَ حَيّاً وَخَطْبُ الْفِرا ... قِ أَشْبَهُ شَيْءٍ بِخَطْب الْحِمامِ

وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَكَ لِي مُقْلةٌ ... تَبِيتُ لِفَقْدِكَ ذاتَ انْسِجامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015