فَما خَصَّهُمْ ما يَعُمَّ الأَنامَ ... وَلا جَهِلُوا ما أَرادَ المُرِيدُ

وَإِنْ غَرسُوا غَرْسَهُ فِي الْكِرامِ ... فَما كلُّ عُودٍ وَإِنْ طابَ عُودُ

مِنَ الْكاظِمِي الْغَيْظِ وَالْمُحْسِنِينَ ... إِذا بَرَّحَتْ بِالصُّدُورِ الْحُقُودِ

فَمُتَّ بِحَزْمٍ إِلى جودِهِ ... يَنَلْكَ مَعَ الْعَفْوِ بِرٌّ وَجُودُ

إِذا كُنْتَ سَيِّدَ قَوْمٍ وَلَمْ ... تَسَعْهُمْ بِحِلْمٍ فَأَنْتَ الْمَسودُ

يُفِيدُ فَيَحْزُنُهُ جُودُهُ ... إِذا كان دُونَ الْعُلى ما يُفِيدُ

وَيُبْدِي فَيَعْظُمُ مَعْرُوفُهُ ... وَلكِنْ يُصَغِّرُهُ ما يُعِيدُ

كَأَوْبَةِ أَحْبابِهِ عِنْدَهُ ... حُلُولُ وُفُودٍ يليهِمْ وُفُودُ

وَكَالْبَيْنِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الرِّكابُ ... بِهِمْ أَوْ تُشَدُّ لِعافٍ قُتُودُ

يَجِلُّ عُلىً أَنْ يُرى راكِباً ... طَرِيقاً عَنِ الْقَصْدِ فِيها يَحِيدُ

وَيَشْرُفُ عَنْ فِعْلِ ما لا يَشُقُّ ... وَيَكْرُمُ عَنْ حَمْلِ ما لا يَؤُودُ

غَنِيٌّ بِآرائِهِ الْبِيضِ أَنْ ... تُظاهِرَهُ عُدَّةٌ أَوْ عَدِيدُ

وَقَفْتُ الْقَوافِي عَلى حَمْدِهِ ... وَما رَجَزِي عِنْدَهُ وَالْقَصِيدُ

يُقَصِّرُ عَنْ قَدْرِهِ جَهْدُها ... وَفِي عَفْوِها عَنْ أُناسٍ مَزِيدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015