وَإِنَّ اعْتِصامِي بِالْوَزِيرِ وَظِلِّهِ ... يَدٌ لِلنَّدى ما مِثْلُها مِنْ يَدٍ عِنْدِي

وَأَيُّ مَرامٍ أَبْتَغِي بَعْدَ جُودِهِ ... كَفى الْغَيْثُ مَنْ يُجْدى عَلَيْهِ وَمَنْ يُجْدِي

وَها أَنا قَدْ أَلْقَيْتُ رَحْلِي بِرَبْعِهِ ... إِلى السُّؤدُدُِ الْعادِيِّ والكَرَمِ الْعِدِّ

إِلى هَضْبَةٍ شَمّاءَ عَزَّتْ عَلَى الذُّرى ... وَفِي جُنَّةٍ حَصْداءَ جَلَّتْ عَنِ السَّرْدِ

إِلى أَوْحَدٍ أُهْدِي لَهُ الْحَمْدَ وَحْدَهُ ... بَحَقٍّ وَلا يُهْدِي إِلَيَّ الْغِنى وَحْدِي

أَقَلُّ عَطاياهُ التَّوَقُّلُ فِي الْعُلى ... وَأَدْنى سَجاياهُ التَّفَرُّدُ بِالْمَجْدِ

مُبِيدُ الْعِدى قَهْراً وَلَيْسَ بِمُعْتَدٍ ... وَمُحْيِي الْوَرى بَذْلاً وَلَيْسَ بِمُعْتَدِّ

أَغَزُّ حِمىً مَنْ فازَ مِنْهُ بِذِمَّةٍ ... وَأوْفَى غِنىً مَنْ باتَ مِنْهُ عَلَى وَعْدِ

فَتىً هَمُّهُ ما كانَ لِلْبِرِّ وَالتُّقى ... وَمَغْنَمُهُ ما كانَ لِلأجْرِ وَالْحَمْدِ

مِنَ النّاقِدِينَ الْعاقِدِينَ عَنِ الْخَنا ... مَآزِرَهُمْ وَالسّالِمِينَ عَلَى النَّقْدِ

مُجاوِرُهُمْ فِي الْخَوْفِ لِلْجارِ مَعْقِلٌ ... وَوَفْدُهُمُ تفِي الْمَحْلِ مُنْتَجَعُ الْوَفْدِ

إِذا الْغَيثُ أَكْدى أَنْشَأَتْ مَكْرُماتُهُمْ ... مَواطِرَ غَيْثٍ لا يُغِبُّ وَلا يُكْدِي

وإِنْ زَمَنُ الْوَرْدِ انْقَضى كانَ عِنْدَهُمْ ... مَواهِبُ يُلْغى عِنْدَها زَمَنُ الْوَرْدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015