إِذا نَظَرَتْ بَزَّتْ قُلُوباً أَعِزَّةً ... وَإِنْ خَطَرَتْ هَزَّتْ قُدُودَ قَناً مُلْدِ

غَوالِبُ فَتْكٍ لَمْ يَصُلْنَ بِقُوَّةٍ ... طَوالِبُ ثَأْرٍ لَمْ يَبِتْنَ عَلَى حِقْدِ

مِنَ الْمُصِبِياتِ الْمُحْيِياتِ بِدَلِّها ... عَلَى خَطَإٍ وَالْقاتِلاتِ عَلَى عَمْدِ

فَوَدَّعْنَّ بَلْ أَوْدَعْنَ قَلْبِي حَزازَةً ... وَخَلَّفْنَ فَرْدَ الشَّوْقِ بِالْعَلَمِ الْفَرْدِ

خَلِيلَيَّ ما أَحْلى الْحَياةَ لَوَانَّها ... لِطاعِمِها لَمْ تَخْلِطِ الصّابِ بِالشُّهْدِ

لَقَدْ حالَتِ الأَيّامُ عَنْ حالِ عَهْدِها ... وَمَنْ لِي بأَيامٍ تَدُومُ عَلَى الْعَهْدِ

سَلَبْنَ جَمالِي مِنْ شَبابٍ وَثَرْوَةٍ ... وَوَفَّرْنَ حَظِّي مِنْ فِراقٍ وَمِنْ صَدِّ

وَأَنْحَيْنَ حَتّى ما تَرَكْنَ بَوارِياً ... عَلَى الْعَظْمِ منْ نَحْضٍ لِبارٍ وَلا جلْدِ

وَما شاقَنِي أَنْ لَسْتُ مُسْتَعْدِياً عَلَى ... نَوائِبِها إِلاّ لِقِلَّةِ مَنْ يُعْدِي

وَلا بُدَّ أَنْ أَدْعُو لِدَفْعِ خُطُوبِها ... كَرِيماً فَإِنْ كانَ ابْنَ سَعْدٍ فَيا سَعْدِي

فَما عَنْ كَمالِ الدِّينِ فِي الأَرْضِ مَذْهَبٌ ... لِحُرٍّ أَحاجَتْهُ الْخُطُوبُ وَلا عَبْدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015