قَضى حاجَتِي بِالْجُودِ حَتّى كَأَنَّهُ ... إِلى بَذْلِ ما يُسْدِي مِنَ الْجُودِ أَحْوَجُ

وَكُنّا إِذا ما رابَنا الدَّهْرُ مَرَّةً ... وَلِلدَّهْرِ أَحْوالٌ تَسُوءُ وَتُبْهِجُ

دَعَوْنا لَهُ جُودَ الْوَجِيهِ وَإِنَّما ... دَعَونا حَياً أَوْ وابِلاً يَتَثَجَّجُ

وَكَمْ قَطَعَتْ فِينا اللَّيالِي وَغالَنا ... لَها مُقْلِقٌ مِنْ فادِحِ الْخَطْبِ مُزْعِجُ

فَذادَ أَبُو الذَوّادِ عَنّا صُرُوفَها ... وَفَرَّجَ غَمّاءَ الْخُطُوبِ الْمُفَرِّجُ

فَتىً يَسَعُ الآمالَ أَدْنى ارْتِياحِهِ ... وَيَغْرَقُ فِي نُعْماهُ مَنْ لا يُلَجِّجُ

فَتىً لَمْ يَزَلْ لِلْمَجْدِ تاجاً وَمَفْخَراً ... إِذا ماجِدٌ بِالْفَخْرِ أَمْسى يُتَوَّجُ

كَفانِي نَدى كَفَّيْهِ خُلْفَ مَواعِدٍ ... بِها يَسْتَقِيمُ الْقَوْلُ وَالْفِعْلُ أَعْوَجُ

وَأَغْنى عَنِ الْبُخّالِ راجَعْتُ جُودَهُمْ ... فَلَمْ أَرَ جُلْمُوداً عَلَى الطَّبْخِ يَنْضَجُ

حَلَفْتُ لَقَدْ أَوْلَيْتَنِي مِنْكَ نِعْمَةً ... بِها الشُّكْرُ يُغْرى وَالْمَحامِدُ تَلْهَجُ

وَأَحْسَنَ بِي مِنْ قَبْلِكَ الْحَسَنُ الَّذِي ... تَوَلى وَما لِلْمَجْدِ عَنْهُ مُعَرَّجُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015