يَكفِيكُما دُونَ المَلامَةِ في الهَوى ... تَسهِيدُ عَيني وَاختِفاقُ جَناني

عُوجا المَطِيَّ وَساعِداني بِالبُكا ... في الرَبعِ أَو فَتَرَوَّحا وَدَعاني

وَصِفا غَرامي لِلبَخيلَةِ وَاعلَما ... أَنَّ الَّذي بِي فَوقَ ما تَصِفانِ

فَلَعَلَّ هِنداً أَن تَرِقَّ لِبائِسٍ ... يَرضى بِزُورِ مَواعِدٍ وَأَماني

يا دِمَنَةً ضَنِيَت وَجِسمي مِثلُها ... مُضنىً بِشَحطٍ النَأيِ مُنذُ زَمانِ

أَنا مِثلُ رَبعِكِ لا أَبُوحُ بِما حَوى ... قَلبي وَلا أَشكُو مُلِمَّ زَماني

وَبِجانِبِ العَلَمِ المُطِلِّ عَلى الحِمى ... ظَبيانِ مُقتَرِبانِ مُبتَعِدانِ

يُؤوِيهِما قَلبي وَفِيهِ صَبابَتي ... لَولا البُكاءُ لَخِفتُ يَحتَرِقانِ

يا صاحبَيَّ قِفا عَليَّ فَما أَرى ... شَملي وَشَملَ الحَيِّ يَجتَمِعانِ

بانُوا بِخَرعَبَةٍ تَمِيلُ مِنَ الصِبا ... وَالدَلِّ مَيلَ نَواعِمِ الأَغصانِ

مَخلُوقَةٌ خَلقَ الذَوابِلِ نِسبةً ... في اللَونِ وَالتَثقيفِ وَالعَسَلانِ

تَرنُو بِطَرفٍ كُلُّ مَنبِتِ شَعرَةٍ ... مِن هُدبِهِ مَحسُوبَةٌ بِسِنانِ

وَكَأَنَّ حاجِبَها حَنِيَّةُ ثائِرٍ ... بِأَخِيهِ فَوَّقَ سَهمَهُ وَرَماني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015