دوله الموحدين (صفحة 90)

والبستان عندهم يسمى البحيرة (?) وما أن جن الليل حتى قتل معظم المصامدة ففر عبد المؤمن بنفر يسير لايتجاوز الاربعمائة مابين فارس وراجل. وبعد انتهاء المعركة بحث الموحدون عن جثة الونشريشي بين جثث القتلى فلم يعثروا عليها لأن عبد المؤمن كان قد واراها فوراً فأشاعوا فيما بينهم أنه رفع إلى السماء (?).

وتابع عبد المؤمن مع من نجا من القتل سيره نحو تينملل. وعندما وصل إلى هيلانة (?) استعاد أنفاسه وحشد جنوده وأعاد الكرة على مراكش فهزم أيضاً وقتل من اتباعه نحواً من اثني عشر ألفاً فعاد أدراجه مع خمسين رجلاً من أتباعه ألى تينملل وكان البيذق قد سبق عبد المؤمن الى ابن تومرت وأخبره بخبر الفاجعة التي حلت بهم في البحيرة، فسأله ابن تومرت عن عبد المؤمن فقال هو حي، فرد معزياً الأمر باق، وأوصاهم بعدم الجزع.

واستثمر المرابطون فوزهم في البحيرة وأسرعوا بإرسال أربعة جيوش بقيادة أربعة من مشاهير قوادهم وهم: سير بن ورابيل، ومسعود بن وزتيغ، ويحيى بن سير ويحيى بن كانجان الى تينملل للقضاء على الموحدين في معقلهم الحصين. وتقابل الطرفان بموقع يقال له ابكر متاع بني كوربيت، إلا أنه لم يحدث قتال بينهما. ويعلل البيدق (?) ذلك بأن المرابطين قد حلت في قلوبهم الرهبة من جموع الموحدين التي تدفقت عليهم النجدات من هنتانة وكنفيسة ومزالة فرجعوا إلى مراكش.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015