9 - ظهرت مواهب سياسية فذة عند عبد المؤمن بن علي تمثلت في، ابعاده لقبائل المصامدة عن الحكم، وتقريبه لقبائل بني هلال وبني سليم منه، واسناد أمر حمايته الى قبيلة كومية، وتدرج في القضاء على تنظيم ابن تومرت في الطبقات، وجعل الحكم وراثياً في اسرته.
10 - لم يلتزم عبد المؤمن بالمنهج التومرتي حرفياً وانما استفاد منه فيما يحقق اغراضه واهدافه السياسية ولذلك نجده ينحرف عن تعاليم ابن تومرت كلما حانت له فرصة كما حدث عندما ألغى نظام الطبقات وهذا العمل يدل على عدم اعتقاده في عصمة ابن تومرت وإن كانت توجيهاته وأوامره الى كافة الموحدين تحض على ضرورة المحافظة على تعاليم ابن تومرت والعمل على نشرها ويعتبر ذلك تكتيكاً من عبد المؤمن لكي يحافظ على مكانته بين الموحدين المخلصين لدعوة ابن تومرت.
11 - تولى أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عام 558هـ بعد مؤامرة دبرت لخلع أخيه واستقر له الحكم وبايعه جميع الموحدين في 563هـ وكان أبو يعقوب مولع بحب الفلاسفة ولذلك قرب إليه ابن طفيل.
12 - عمل ابو يعقوب يوسف على ضم الاندلس بالقوة واستطاع محمد بن مردنيش أن يقاتل الموحدين لمدة طويلة واستنزف جهودهم وأخذ من أوقاتهم وقتل من رجالهم وشجع الامراء الطامعين والمتذمرين من أهل المغرب لأن ينتهزوا فرصة انشغال الموحدين به، وشقوا عصا الطاعة ولم يستطع الموحدون أن يضموا شرق الاندلس لدولتهم إلا بعد موت ابن مردنيش عام 567هـ.