وأين حِمصٌ وما تَحويه من نُزَهٍ
ونهرها العذبُ فياض وملآنُ
قواعدٌ كُنَّ اركان البلاد فما
عسى البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنفية البيضاء من أسف
كما بكى لفِراق الإلفِ هَيمانُ
على ديار من الاسلام خاليةٍ
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجدُ قد صارت كنائس ما
فيهن إلا نواقيس وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابرُ ترْثي وهي عيدانُ
ياغفلاً وله في الدهر موعظة
إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشياً مرحاً يُلهيه مَوْطِنه
أبعد حمص تفرُّ المرءَ أوطان
تلك المصيبة أنستْ ما تقدمها
ومالها مع طول الدهر نسيان
يا أيها البيضاء رايتُه
أدرك بسيفك أهل الكفر لا كانوا
ياراكبين عتاق الخيل ضامرةً
كأنها في مجالِ السّبق عُقبانُ