أهلوها في الحواضر الاسلامية الباقية.
لقد كان سقوط أشبيلية ايذاناً بسقوط سائر المدن والحصون الاسلامية فيما بينها وبين مصب الوادي الكبير فاستولى النصارى تباعاً على: شريش، شذونة، قادس، شلوقه، غليانة، روضة، ثغر شنتمرية، وغيرها ... . وتحالف بن الأحمر مع النصارى وعاونهم في الاستيلاء على قادس وبهذا بسط القشتاليون سلطانهم على سائر الأراضي الاسلامية في غربي الاندلس، وانكمشت رقعة الدولة الاسلامية بسرعة مروعة (?).
ويصف الشاعر أبو البقاء صالح بن شريف الرُّنْدي تلك الاوضاع التي وصل إليها حال الاندلس ووضح في قصيدته اسباب تلك المأساة التي وقعت فيها شعوب الاندلس من تركهم لعوامل القوة والنصر، وحبهم للدعة والخنوع والترف، لقد عبرت تلك القصيدة عن مشاعر وأحاسيس الشاعر بوضوح وأعطت تلك الأحاسيس الصادقة والمشاعر المخلصة والحزن العميق على ما حل بالمسلمين روحاً لتلك القطعة الشعرية المعبرة عن تلك الأحداث الجسام، عندما سقطت القواعد الاندلسية الكبرى، كقرطبة، وبلنسية وأشبيلية ومرسيه بيد النصارى. لقد صور الشاعر المسلم ابو البقاء الرندي مأساة الاندلس في قصيدة تقطر ألماً وحزناً، فلله دره فلكم اغنت عن عشرات الكتب والمجلدات.
قال الشاعر:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان