المبحث الأول
مملكة غرناطة
سقطت دولة الموحدين على يد المرينيين في المغرب الاقصى، وملك محمد بن يوسف بن هود قواعد شرقي الاندلس، وظهر محمد بن يوسف الانصاري في الجنوب، وغلب بعض الأمراء على أشبيلية، ونشب صراع على السلطة والملك بين أمراء الاندلس ودخلوا في قتال عنيف لنزع الحصون والقلاع من بعضهم البعض.
وكانت مملكة قشتالة النصرانية الاسبانية تتابع مما يدور في أراضي المسلمين بواسطة أجهزة استخباراتها التي استطاعت أن تجند رجالاً يعملون لحسابها، فرأت أن الفرصة حانت لتوجيه ضربة مميتة للمسلمين في الاندلس، فبدأت هجومها بالفعل، وكان احتلال قرطبة في 23 شوال 633هـ/29 حزيران (يونية) 1236م، صيحة النذير المدوية، لقد كان سبب سقوط قرطبة المعاصي والآثم والابتعاد عن منهج الله العظيم، وبالتالي اصابهم الضعف ودخلوا في الفوضى والنزاع والخلاف، فقادهم ذلك الى فقد الاوطان والأرض ومن ثم ضاعت الحضارة والتراث والاسلام وبدأت مدن الاسلام الكبرى تتساقط في يد النصارى، فسقطت بلنسية عام 636هـ/1238م ثم شاطبة ودانية وفي عام 646هـ سقطت اشبيلية بعد حصار شديد ودفاع من المسلمين مجيد ودام الحصار ثمانية عشر شهراً، أبدى فيها المسلمون آيات من البسالة والجلد والدفاع عن أشبيلية، وأخيراً جاء مصير أسود محتوم واستسلمت المدينة لفرديناند الثالث، على ان يُخير المسملون بين البقاء في أشبيلية، أو يهاجروا وفي الحال حُول مسجدها الجامع الى كنيسة، وأزيلت منها معالم الاسلام وتوزع