المبحث الثاني
البعد التاريخي عند محمد بن تومرت
ونظر في المدارس الفكرية الرئيسية التي وجدت في بلاد المغرب قبله، وخصوصاً تلك المدارس والافكار والمذاهب التي كان لها ثقل مذهبي وسياسي تحميه دولة وشوكة وقوة والتي أكسبت تلك الاتجاهات هيبة ومكانة عند الناس، مما ساعد على شيوعها وانتشارها في مناطق متعددة في الشمال الافريقي واهم تلك الاتجاهات والافكار التي قامت على أسس قوية تحميها دولة في بلاد المغرب والتي استقى منها بن تومرت افكاره وزاد عليها.
1 - الاتجاه السني ويمثله دولتا الأغالبة والمرابطين والدولة الزيرية الصنهاجية في آخر عمرها:
وقد أسس دولة الأغالبة في المغرب الأدنى إبراهيم بن الأغلب ابن سالم التميمي الذي عينه الخليفة العباسي هارون الرشيد (171 - 193هـ) سنة184هـ على ولاية افريقية، ثم مالبث أن عرض على الرشيد الاستقلال الجزئي على الخلافة العباسية، والاكتفاء بالتبعية الأسمية مقابل دفعه للخلافة العباسية مبلغاً من المال في كل سنة، فوافق له الرشيد على هذا الطلب. وقد توالى على عرش دولة الأغالبة عدد من الأمراء كان آخرهم زيادة الله بن عبد الله بن الأغلب (290 - 296هـ) حيث حصل في فترة حكمه انقسام داخلي بين الأغالبة أنفسهم، مما ساعد الدولة العبيدية على القضاء على دولتهم سنة 296هـ وقد عمل الأغالبة - حين مدة حكمهم - على توطيد المذهب السني ونشره في البلاد التي خضعت لنفوذهم في بلاد المغرب، وصقلية، كما عملوا أيضاً على نشر الحضارة