العقائد التي طرحها منسجمة مع أصول منهج أهل السنة والجماعة، وأن بن تومرت تأثر به واستفاد منه في بعض المسائل ووظفها لأهدافه السياسية.
وأما شيخه أبو الحسن علي بن محمد الملقب بعماد الدين، والمعروف بالكيا الهرّاسي (ت 504هـ/1110م)، فقد كان عالما في الفقه والأصول والخلافيات والتفسير، وله في التفسير كتاب (أحكام القرآن).
وأمّا المبارك بن عبد الجبار (ت500هـ/1106م) فقد كان محدّثاً مكثر، إلا أن بن تومرت لم يطل تتلمذه عليه حيث توفي في نفس السنة التي قدم فيها إلى بغداد.
وأما أبو بكر الشاشي (ت507هـ، فقد كان عالماً في أصول الدين وأصول الفقه، كما كان في الفقه رأس الأئمة الشافعية بالعراق، وألّف في المذهب كتابه "المستظهري" (?) وكان من شيوخه أيضاً أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي (ت 521هـ) الذي أخذ عنه بن تومرت العلم في الاسكندرية، وكان متميزاً في الفقه، ومتمكناً في السياسة الشرعية التي ألف فيها كتاب "سراج الملوك"، كما كان الطرطوشي مهتماً بنشر السنة ومحاربة البدعة وألف كتابه "الحوادث والبدع".
لقد استطاع ابن تومرت أن يستفيد من رحلته المشرقية وأن يتحصل على علوم متنوعة تجمع بين العلوم العقلية والنقلية، فضبط الأصول، وعلم الكلام وعقائد الأشاعرة وتأثر بالمعتزلة وغير ذلك من العلوم (?). ورأى عن كثب اقطاب المدارس الفكرية من الأشاعرة والمعتزلة والشيعة وغيرها من المذاهب