بشفاعة أبيها ينتان بن عمر في ابن تومرت، عندما كان ماراً بمراكش، وحاول الفقهاء تحريض امير المسلمين على التنكيل به، فلم يتردد عبد المؤمن في قبول رجائها وأمر على الفور باطلاق سراح جميع النساء وأرسلهن إلى مراكش معززات مكرمات، فأعجب علي بن يوسف بصنيع عبد المؤمن وأمر بدوره باطلاق سراح سبايا تيغيغايين وأرسلهن آمنات مكرمات الى تينملل رأى عبد المؤمن بعد تلك الانتصارات التي أحرزها الموحدين على المرابطين أن ينقل مسرح الصراع الى قلب دولة المرابطين مستهدفاً القضاء عليها واسقاطها، وشرع في تنفيذ تلك الخطة في بداية 535هـ ويورد البيذق وكان شاهداً عياناً لاحداث هذه الفترة وصفاً دقيقاً لحملة عبد المؤمن الكبرى ضد المرابطين فيذكر أنه خرج من تينملل في حشود ضخمة متجهاً نحو الشمال الشرقي، فنزل بموضع يسمى وانزال ثم زحف الى أشبار وتقع جنوب شرقي مراكش ثم غادرها الى تاساوات فدمنات بعد أن بلغه خروج تاشفين بن علي في أثره وأنه نزل بأشبار وتابع سيره نحو دمنات مروراً ببلدة يمللو القريبة منها، ثم تابع الموحدون زحفهم نحو " واويزغت " دون أن يشتبكوا مع المرابطين في معركة حاسمة باستثناء موقعة محلية حدثت في تيزي ودارت فيها الدائرة على المرابطين. ثم تقدم الموحدون الى "داي" فولى حاكمها المرابطي علي بن ساقطر الادبار وأرغم أهلها على بذل الطاعة للموحدين وواصل الموحدون زحفهم صوب "تازاكارت" ولم تلبث هذه البلدة أن سقطت في أيديهم وتبعتها قلعة واوما، ثم آزرو التي تقاعس حاكمها في الدفاع عنها، فدخلها الموحدون، واتخذها عبد المؤمن قاعدة لقيادته، وجه منها عدداً من الحملات لاخضاع المناطق المجاورة، وفي نفس الوقت أرسل بعض أشياخ الموحدين الى تينملل يبشرون أهلها بانتصارات عبد المؤمن. وهكذا دخل أهل فازاز جميعاً في طاعة