التوسع الاقتصادي الاستعماري في العصور الوسطى. وحقيقة الأمر، أن الحروب الصليبية كانت نتيجة لتفاعل هذه العوامل مجتمعة، لأنها قامت لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، واتخذت الدين وقوداً أو وسيلة لإخفاء أغراضها المذكورة (?)، ولا يمكن التقليل من الدافع الديني في تلك الحروب بأي وجه من الوجوه وإليك تفصيل تلك الدوافع والأسباب:

أولاً: الدافع الديني:

كان الدافع الديني من الأسباب الرئيسية التي دفعت بالجموع الصليبية إلى قلب المعركة، ومما يظهر أهمية الجانب الديني أنهم قد وضعوا إشارة الصليب على أسلحتهم والأمتعة الخاصة بهم وقصدوا فلسطين بالذات (?)، وقد كانت حركة الإحياء الديني قد ظهرت في غرب أوربا في القرن العاشر الميلادي، وبلغت أشدها في القرن الحادي عشر، وقد أدت إلى تقوية مركز البابوية، وإثارة الحماسة الدينية في نفوس الناس، هذه الحماسة استغلتها الكنيسة في متنفس خارجي, وعندما ظهرت فكرة الحرب الصليبية اتخذت الكنائس الغرب الأوروبي ميداناً واسعاً لاستغلال نشاطه المكبوت وحماسته المنطلقة (?)،

وكان ذلك باسم تخليص القدس من أيدي المسلمين (?)، ومن أشهر من تبنى الدعوة إلى الحروب الصليبية هو «أوربان الثاني» والذي يعتبر المسئول الأول عن الترويج لحرب المسلمين والتحريض على إرسال الحملة الأولى إلى بلاد الشام, وكانت الظروف مهيأة، فسارع إلى عقد اجتماع في مدينة «كليرمنت» في فرنسا, واستمر المؤتمر عشرة أيام حضره أكثر من ثلاثمائة من رجال الكنيسة (?) , كما حضره أمراء من مختلف أنحاء أوربا، ومندوبون عن الإمبراطور البيزنطي، وممثلون عن المدن الإيطالية .. واستطاع البابا أن يثير حماس السامعين في «خطابه» فتجاوب في أرجاء المجتمع هتاف بترديد عبارة «هكذا أراد الله» , وبادر الحاضرون إلى اتخاذ الصليب شارة لهم (?)، كما أن البابا أشار إلى ما أسماه بالخطر الإسلامي المحدق بأوربا من جهة القسطنطينية، وأعلن أن الناس في المشرق يعانون من ظلم المسلمين، وأن الكنائس والأديرة قد أصابها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015