السلاجقة في كل شيء كالدولة الأيوبية (?) فقد اعتاد الجيش المصاحب لشيركوه على الأنظمة المتوارثة عن السلاجقة، فكانت أنظمتها العسكرية وسياستها الحربية مستمدة من الأنظمة السلجوقية التي عايشها الأيوبيون الأوائل عندما كانوا في كنف عماد الدين زنكي، بل كان مجيء صلاح الدين إلى مصر في جيش من جيوش نور الدين بن عماد الدين زنكي، فقد اعتمد نور الدين محمود نفس النظم التي كان السلاجقة قد أرسوا قواعدها والتي كان أبوه زنكي قد اعتمدها- من قبل - وأفاد منها إلى حد كبير وجاء الأيوبيون والمماليك في أعقابهم ليسيروا بهذه النظم نحو مزيد من النضج والشمول (?)، حيث يذكر القلقشندي أن المماليك تأثروا في نظمهم بالسلاجقة بفعل ما أخذوه عن الأيوبيين الذين نقلوه بدورهم عن السلاجقة عن طريق أتابكتهم (?)، ومن هنا يؤيد عماد الدين خليل الرأي القائل بأن المنطقة كلها قد تأثرت في هذه المرحلة التاريخية بشكل كبير، أو صغير, بما أنشأه السلاجقة من نظم حربية مختلفة (?) ويذكر حسن حبشي أن السلاجقة كانوا من أسباب التأثير الحضاري غير المباشر للشرق على الغرب والذي نجم عن الاحتكاك العسكري عبر الحروب الصليبية (?)،

كما تأثرت الأجهزة المدنية والعسكرية في الدولة العثمانية بما وجد لدى السلاجقة حتى اعتبرت امتداداً لتلك التنظيمات (?)، ليس بحكم أصل النشأة, فالجميع أتراك, وإنما بتأثير الامتداد والتعاقب الحضاري, ويمكن محاولة تتبع هذه التأثيرات السلجوقية بدراسة المجالات العسكرية المتنوعة والتي منها:

1 - أجناس وعناصر الجند: قام السلطان صلاح الدين بإعادة تنظيم الجيش بعد فتحه لمصر، فصار مكوناً من الأكراد والأتراك والتركمان بشكل رئيسي (?) , وفي هذا التغيير دلالة على ثقته الكبيرة في هذه العناصر العسكرية من خلال المعرفة السابقة لها في جيش نور الدين وإقصاء العناصر التي كان يتألف منها الجيش الفاطمي، وما زالت متأثرة بالولاء للدولة الفاطمية (?)، ويذكر المقريزي التزام المماليك بعد الأيوبيين في الاعتماد على هذه العناصر بقوله إنه بعد زوال دولتهم بقيام عبيدهم المماليك الأتراك فحذوا حذو مواليهم بني أيوب واقتصروا على الأتراك وشيء من الأكراد واستجدوا من المماليك التي تجلب من بلاد الترك شيئاً كثيراً (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015