ودرء القوة ما أمكن غيرها (?).
اعتمد السلاجقة في جيشهم على أجناس مختلفة من الأتراك وجميع الطوائف المتمثلة في القبائل التركمانية والأكراد والديلم والعرب والفرس وغيرهم من الأجناس الأخرى، وكان التركمان هم العنصر المهم فيه يليهم الأكراد ثم المماليك المتمرسون على القتال وخوض المعارك (?). ويؤكد الوزير السلجوقي نظام الملك ذلك في حديثه عن الرهائن ووجوب أخذهم من أمراء العرب والأكراد والديالمة والروم وغيرهم (?)، مما يؤكد حقيقة اعتماد السلاجقة على عدد كبير من الأجناس والشعوب، ويضيف أنه: ينبغي أن يؤسس الجيش من كل جنس وملّة وأن يرابط بالقصر ألفا رجل من الديلم وخراسان يحتفظ بالموجود منهم الآن ثم يهيأ الباقي بعد ذلك. ولا ضير في أن يكون بعض هؤلاء من الكرجيين (?)، وشبانكاريي فارس (?)، لأنهم قوم طيبون لا غبار عليهم (?)، ويضرب مثالاً على نجاح ذلك بجيش محمود الغزنوي المكون من أجناس عدة، ففيه الترك والخراسانيون والعرب والهنود والغوريون والديلم (?)، ويدافع الوزير السلجوقي عن تأييده لتعدد الأجناس بأن: اتخاذ الجيش من جنس واحد مدعاة لظهور الأخطار والتخريب والفساد، وعدم الجدية والبلاء في الحرب (?). وتكمن خطورة الاعتماد على جنس واحد في انعدام التنافس بين أفراد الجيش في مجال الخدمة العسكرية (?)
أما في حالة التعدد في الأجناس فإن كل جنس منهم يقاتل في المعارك والحروب، ببسالة ومضاء حفاظاً على سمعته وخوف العار والهزيمة، وكي لا يقول أحد بأن الجنود من الجنس الفلاني وهنوا في القتال وتقاعسوا، وكان كل فريق في القتال يبُلي بلاء حسناً ويبذل غاية جهده إظهاراً لقدرته وتفوقه على الآخرين، ولما كانت قاعدة اختيار المحاربين تتم على ذلك النحو، فقد كانوا جميعهم جادين مستبسلين وطلاب سمعة وشهرة، ولا جرم أنهم إذا ما هرعوا إلى السلاح لم يكونوا يتراجعون قبل أن يهزموا الجيش المعادي وينتصروا عليه (?). وهناك فائدة مهمة كان السلاجقة يضعونها بعين الاعتبار في اتخاذ