الفصل الثالث النظم الحربية عند السلاجقة

المبحث الأول أسس الإدارة العسكرية السلجوقية

الفصل الثالث

النظم الحربية عند السلاجقة

المبحث الأول

أسس الإدارة العسكرية السلجوقية

يعتبر الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك الرأس المدبر لتطوير وتدعيم البنية الإدارية في مختلف المجالات، فقد ضمَّن كتابه «سياست نامه» الكثير من هذه النظم التي قام عليها بناء الإدارة العسكرية عند السلاجقة (?)، وقد أثر فكره الإداري على قادة عصره ومن جاء بعده حتى نهاية القرن الخامس الهجري، حتى عده ريجارد كوك أعظم إداري أنجبته آسيا كلها (?)،

وقد تأثرت الدولة الزنكية والأيوبية ودولة المماليك - فيما بعد- بالنظم الحربية عند السلاجقة، والأسس الإدارية، والمدارس النظامية التي سيأتي الحديث عنها لاحقاً، وهذا يعطى مفاهيم عميقة في النهوض الحضاري للأمة، بأن التأثير في الأجيال يحتاج إلى عقود من الزمن، حتى تجني الأمة ثمارًا يانعة للجهود التي يبذلها قادتها العسكريون والسياسيون والإداريون والمفكرون والعلماء، وقد أراد الساسة السلاجقة أن تسير الإدارة العسكرية السلجوقية، على أسس واضحة, فقد تطلع نظام الملك إلى تثبيت تقسيمات الوظائف الإدارية مدنية كانت أو عسكرية وحذّر من تعدد وتداخل الألقاب بين المدنيين والعسكريين؛ ولذلك تعد وفاته حداً فاصلاً لسيطرة المدنيين على المناصب الإدارية في الدولة، وبداية لتأثير العسكريين في هذه المناصب إضافة إلى مناصبهم العسكرية، فأصبح نفوذهم كبيراً في جميع أنحاء الدولة السلجوقية مما مكنهم من توجيه الأحداث والتدخل المباشر في الصراعات بين سلاطين السلاجقة وتحديد نتائجها (?)، ومن أهم الأسس التي قامت عليها الإدارة العسكرية السلجوقية:

أولاً: مقومات الفكر العسكري السلجوقي:

كان لدى السلاجقة فكرهم العسكري الخاص بهم والذي ميزهم عن غيرهم وأسهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015