الذي يصب في المحيط على مقربة من رأس " طرف الغاز " (?) وأن الرواية العربية تقصد هذا النهر بما تورده من إسم وادي لكه أو وادي بكه. ففي هذا السهل الصغير الذي تحده من الجنوب سلسلة من التلال العالية، وعلى ضفاف بحيرة خنده ونهر " بارباتي " تلاقى العرب والقوط، والإسلام والنصرانية، وذلك في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة 92 (17 يوليه سنة 711 م) (?). وفرق النهر بين الجيشين مدى أيام ثلاثة شغلت بالمعارك البسيطة. وفي اليوم الرابع التحم الجيشان ونشبت بينهما معركة عامة. وظهر ردريك وسط الميدان في حلل ملوكية فوق عرش تجره الخيل المطهمة، وهو منظر يثير سخرية الفيلسوف جيبون ولاذع تهكمه إذ يقول: " ولقد يخجل ألاريك (مؤسس دولة القوط) عند رؤية خلفه (ردريك) متوجا باللآلىء، متشحا بالحرير والذهب، مضطجعاً في هودج من العاج " (?). واستمرت المعركة هائلة مضطرمة بين القوى النصرانية الضخمة، وبين القوة المسلمة المتواضعة نحو أربعة أيام (?). ولكن الجيش القوطي كان رغم كثرته مختل النظام منحل العري، وكان يقود جناحيه إيفا وسيزبوت خصما ردريك (?)،