الشمالى الغربي لجبال سيرّا نفادا، وتظللها الآكام العالية من الشرق والجنوب، ويحدها من الجنوب نهرث شَنيل فرع الوادى الكبير (?)، وهو ينبع من جبال سيرّا نفادا، ويخترقها فرعه المسمى نهر حدرُّه أو هدره صلى الله عليه وسلمl-عز وجلarro، ويلتقى به عند جنوبى المدينة. وقد كان شنيل وفرعه حدره أيام المسلمين يفيض بالماء، ولاسيما في الصيف حين تذوب الثلوج، وكانت ضفافهما خضراء يانعة تغص بالحدائق الغناء. أما اليوم فقد جف مجرى شنيل، وقلما يجرى فيه الماء سوى القليل أيام الشتاء. وأما فرعه حدرُّه فيخترق المدينة من الشرق عند سفح التل الذي تقع عليه "الحمراء" ويتصل بشنيل عند القنطرة الأندلسية القديمة. وهو يكاد يختفى اليوم ولم يبق من مجراه سوى الجزء الصغير المجاور لتل الحمراء. وأما جزؤه الذي كان يخترق وسط المدينة فقد غطى اليوم بشارعها الرئيسى الأوسط المسمى "شارع الملكين الكاثوليكيين"، وامتداده في الميدان الكبير حتى قنطرة شنيل.

وتشرف غرناطة من الجنوب الغربي، على بسيط شاسع أخضر وافر الخصب، هو المرج أو الفحص الشهير La Vega (?) الذي يمتد غرباً حتى مدينة لَوْشة، ومن الجنوب الشرقى على جبال سيرّا نفادا Sierra Nevada ( جبل شُلير أو جبل الثلج) (?) التي تغطى آكامها الثلوج الناصعة.

وكانت غرناطة أيام الدولة الإسلامية، جنة من جنات الدنيا، تغص بالرياض والبساتين اليانعة، التي كانت لوفرة خصبها وروعة نضرتها، تعوف "بالجنات"، فيقال للمزرعة أو البستان "جنة كذا" أو جنة فلان، مثل جنة الحرف، وجنة العرض، وجنة الحفرة، ومدرج نجد، ومدرج السبيكة، وجنة ابن عمران وجنة العريف وغيرها. وقد ذكر ابن الخطيب أن هذه الجنات الغرناطية الشهيرة كانت تبلغ في عصره زهاء المائة، كما ذكر لنا أن منطقة غرناطة، كانت تضم زهاء ثلاثمائة قرية عامرة، منها ما كان يبلغ سكانه الألوف ومنها ما كان يملكه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015