تحصيناتها، ولكنه لم ينجح، فغادرها إلى وادي آش، ونزل بقرية القصر القريبة منها، وأخذ ينازل منها وادي آش، ويقاتلها أياماً، وذلك في أوائل شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، واستمر في محاولته زهاء شهر، ولكنه لم ينل منها مأرباً.

وهنا نجد وصفاً دقيقاً لبقية هذه الغزوة الجريئة في أقوال مؤرخ غرناطي معاصر تقريباً، هو أبو بكر ابن الصيرفي في كتاب الدولة المرابطية ومؤرخها في كتابه " الأنوار الجلية في أخبار الدولة المرابطية "، وهو مؤلف لم يصل مع الأسف إليا، ولم نتلق منه سوى شذور يسيرة، على يد بعض المؤرخين اللاحقين، مثل ابن عذارى، وابن الخطيب، وصاحب الحلل الموشية (?).

يقول لنا ابن الصيرفي، إنه لما اقترب ألفونسو المحارب بقواته من غرناطة، تناجي النصارى المعاهدون بغرناطة باستدعائه، فافتضح تدبيرهم، وهمّ أميرها باعتقالهم، فأعياه ذلك، وتسلل المعاهدون من كل صوب إلى محلة الغزاة، وكان المشرف على شئون الأندلس يومئذ الأمير أبو الطاهر تميم، وقاعدته كما هو معروف بغرناطة، فحشد سائر قواته، وأمده أخوه أمير المسلمين على بجيش وفير، وكان حينما سمع بعدوان ابن رذمير، قد أمر بإعداده في العدوة، وعبوره إلى الأندلس على وجه السرعة، وانضمت إليه قوات مرسية وإشبيلية، وأحاطت الجيوش المرابطية الجرارة بغرناطة، حتى صارت كالدائرة، وصارت المدينة في وسطها كالنقطة. وتحرك ألفونسو من وادي آش، ونزل قرية دجمة غربي وادي آش، في منتصف المسافة بينها وبين غرناطة، فاشتد القلق بغرناطة، وصلى الناس صلاة الخوف يوم عيد النحر، واستعدوا بالسلاح. ويصف ابن عذارى حال غرناطة في قوله: " وجاءت الطلائع منبئة .. وانقطعت السابلة والواردة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015