قواعد السياسة الشرعية الموحدية، ولاسيما في مطاردة المنكر، وفي شئون المكوس والمغارم.
ويبدي ابن القطان فيما يورده من أخبار الموحدين، حماسة ظاهرة في تأييد المذهب الموحدي، والدولة الموحدية، ويذكر الإمام المهدي، وخلفاءه الموحدين بمنتهى الخشوع والإجلال (?).
القسم الثالث
من كتاب البيان المغرب
كان كتاب " البيان المغرب " لابن عذارى المراكشي، منذ البداية من أهم مصادرنا في كتابة تاريخ الأندلس. ولقد انتفعنا خلال كتابة العصرين الأول والثاني من هذا التاريخ، في كتابينا " دولة الإسلام في الأندلس " و " دول الطوائف " بجزئيه الأول والثاني، اللذين نشرا منذ أكثر من قرن بعناية العلامة دوزي، ثم بجزئه الثالث الذي نشر بعناية الأستاذ ليفي بروفنسال. وقد كان من المفروض أن ننتفع بجزئه الرابع الذي صدر بعد ذلك بمدينة تطوان في سنة 1956، وهو الذي يتناول بقية عهد المرابطين، وعهد الموحدين. ولكن اكتشافاً جديداً في منتهى الأهمية غير هذا الاتجاه، وهو العثور في الخزانة الناصرية بثامجروت على مقربة من زاكوره بالمغرب، على مخطوط جديد موسوم " بالجزء الثالث " من " البيان المغرب "، وهو عبارة عن مجلد كبير يحتوي على 463 صفحة كبيرة. في كل منها واحد وعشرون سطراً. ويبدأ بحوادث سنة 533 هـ في أواخر عهد الدولة المرابطية، بحملة تاشفين بن علي بن يوسف لمقاتلة الموحدين بقيادة عبد المؤمن بن علي. وينتهي بحوادث سنة 665 هـ، بخلافة إدريس أبى دبوس الواثق بالله آخر الخلفاء الموحدين، وحملته إلى السوس، ويزيد في البداية ستين صفحة، وفي النهاية ست وستين صفحة عن الجزء الرابع المطبوع، هذا فضلا عما يمتاز به في مواطن كثيرة، من زيادات في النص، وفي الشعر، ومن تصحيحات كثيرة أخرى.
ولقد اغتبطنا أيما غبطة باكتشاف هذا المرجع النفيس من مراجع عصر الدولة