وقوله:

فلا والله ألفى وشربا

أنازعهم شرابا ما حييت

أبى لي ذاك آباء كرام

وأخوال بعزهم ربيت

وممن حرمها في الجاهلية عبد الله بن جدعان وكان سيدا جوادا من سادات قريش من بني تميم. وروى في سبب تحريمه الخمر أنه شرب يوما مع أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر الجاهلي المشهور. فضربه على عينه. فأصبحت عين أمية مخضرة يخاف عليها الذهاب. فقال له عبد الله: ما بال عينك؟ فسكت، فألح عليه، فقال: أولست ضاربها بالأمس؟ فقال: أو بلغ مني الشرب ما أبلغ معه إلى هذا الحد، ثم دفع إلى أمية عشرة آلاف درهم، وقال: الخمر على حرام لا أذوقها بعد اليوم أبدا، وهو القائل:

شربت الخمر حتى قال صحبي

ألست عن السفاه بمستفيق

وحتى ما أوشد في مبيت

أنام به سوى الترب السحيق

وحتى أغلق الحانوت صحبي

وآنست الهوان من الصديق

قال أبو الفرج وهو يورد قصة عبد الله بن جدعان وتحريمه الخمر على نفسه في الجاهلية "إنه ما مات أحد من كبراء قريش في الجاهلية إلا ترك الخمر استحياء مما فيها من الدنس".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015