وتقل النصوص الأدبية من الشعر والنثر التي تبرز دور الأدب في محاربة الخمر في عصور الانحطاط الأدبي. وترجع قلتها لأسباب كثيرة سياسية واجتماعية، ولكن من المؤكد أن الفكاهة الأدبية المروية والمكتوبة عن أحوال السكارى وسوء حالهم متناثرة في بطون الكتب القديمة والصحف العصرية وتحتاج إلى جمع وبحث وتحليل، وتؤدي الدور الذي كان يؤديه الأدب في محاربة الخمر في عصور القوة والازدهار الأدبي، وهذه الفكاهة الساخرة، وإن لم ترتفع إلى مستوى الأدب الرفيع والذوق العالي لما يند فيها من ألفاظ العبث وصور المجون، إلا أنها توجع السكارى، وتبعث بسمة السخرية على شفاه الناس من سوء أحوال هؤلاء الذين منحهم الله العقل فاشتروا بأيديهم ما يسلب عقولهم، ليصبحوا سخرية الساخرين وهزأة المستهزئين.
ومن الحق المؤكد أن الأدب العملي الذي سلكه الإسلام في مقاومة الخمر هو أنجع الوسائل في القضاء عليها ويتمثل هذا الأدب العلمي في أمرين: قوة العقيدة، وتنفيذ الشريعة، وإذا طلب من الأدب من الشعر والنثر أن يؤدي دوره في مجال محاربة الخمر والمخدرات