21- القاضي أبو الفتح نصر بن سيّار الهرويّ

تلو القاضي الأزدي [و] [1] بلديّه في الأخذ بأطراف الفضائل، والاشتمال على كرم الشمّائل. وله شعر كاسم أبيه بحوافر الإجادة سيّار، وبقوادم الإصابة طيّار. وولي القضاء والزعامة بهرات مدّة، وكان ذا كفايتيها، المستولي على غايتيها. ثمّ تكدّرت الحال بينه وبين الأمير يبغو، وتصورت [2] له منه مطابقة مخالفيه، فساء ظنّه فيه، وأمر بنقله إلى سجستان، معتقلا مع وزيره مسعود بن محمد بن سهل [3] .

فلمّا بلغوا أسفزار أحسّ منه المتوكلون [4] باحتيال في التملّس من أيديهم [5] ، فعمد [6] له بعض [7] من مردة أولئك الشياطين، وعلّقوه في سوق أسفزار ببعض [8] الأساطين، فجفّ ريقه، واختصر طريقه، وتفرّق عنه فريقه، وترك بها مخنوقا ينوح [9] الفضل منه على أسد في جيده [10] حبل من مسد «1» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015