حملني أبي [1] إلى دار الشيخ أبي عبيد الهرويّ، وحطّ رحلي عنده، فأضاف [2] جماعة من الفضلاء، وكان يسقيهم ويراضعهم لبان الكاس.
فسأل أبا [3] الفضل النّوشجانيّ قال: وبلغني أنّك كنت تخدم بعض الأماثل «1» ، فهل حظيت منه بطائل؟ فقال: لا، ولكنّي هجوته ببيتين صغتهما فيه، وهما:
إذا ما لم يكن جدواي منكم ... سوى مرق وذا أيضا بمنّه
(وافر)
فلست ببائع أدبي بحشوي ... (رؤوسكم كما كانت) [4] أجنّه
قلت: المصراع الأخير من الظّرف في أقصى النّهاية، وهو مع ذلك من باب الكفاية في الكناية [5] .
حدّثني القاضي أبو جعفر «محمد» [7] بن اسحاق البحّاثيّ قال: حدّثني