أيام الفترة، وأصبت «1» [1] سماء الفتنة، اجتمع إليه [2] نفر من الغاغة «2» [3] ، واستولوا على النواحي المجاورة لناحيته بشنّ الغارة. ونظروا إلى العواقب بعين الحقارة، ولم ينصفوا في مراعاة القارة «3» ، حتى طلعت الرايات الطغرليّة،/ فانفضّوا من حوله، لخوف السلطان وهوله، «كمثل الشيطان إذ قال للانسان: اكفر فلما كفر قال: إني بريء منك [إني أخاف الله ربّ العالمين «4» ] [4] » . ولولا سوء القضاء المضيّق عليه لرحب [5] الفضاء، لأكبّ على العلم، وهو فيه من الأعلام ولم يتعاط السيوف بدلا [6] من الأقلام، غير أنّه اغترّ ببأسه الشديد، وانتقل من القصب إلى الحديد. فأخذه السلطان أخذ عزيز مقتدر، وأورده الأجل حتفه شرب محتضر «5» . فصلب ذلك الكبير بالمربّع الصغير على