42 - أتدرين ما حديث خرافة؟ إن خرافة كان رجلًا من بني عذرة فأصابته الجن فكان فيهم حينًا، فرجع إلى الإنس، فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن، وبأعاجيب لا تكون في الإنس، فحدّث أن رجلًا من الجن كانت له أم، فأمرَتْهُ أن يتزوج، فقال: «إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أو بعض ما تكرهين، فلم تَزَلْ به حتى زوَّجَتْه، فتزوج امرأة لها أم، فكان يقسم لامرأته ولأمه، ليلة عند هذه، وليلة عند هذه، قال: وكانت ليلة امرأته، فكان عندها، وأمه وحدها، فسلم عليها مُسَلّمٌ، فردت السلام ثم قال: «هل من مبيت؟»، قالت: «نعم»، قال: «فهل من عشاء؟»، قالت: «نعم»، قال: «فهل من محدث يحدثنا؟»، قالت: «نعم، أرْسِلُ إلى ابني يحدثكم، قال: «فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟»، قالت: «هذه إبل وغنم»، قال أحدهما لصاحبه: «أعط متمنيا ما تمنى وإن كان خيرًا»، وقد ملئت دارها إبلًا وغنمًا، فرأت ابنها خبيث النفس فقالت: «ما شأنك؟ لعل امرأتك كلفتك أن تُحَوَّل إلى منزلي، وتحولني إلى منزلها؟»، قال: «نعم»، فقالت: «فنعم»، فتحولت إلى منزل امرأته، وتحولت امرأتُه إلى منزل أمه، فلبثا ثم أصاباها والفتى عند أمه، فسلما فلم تَرُدّ السلام، فقالا: «هل من مبيت؟»، قالت: «لا»، قالا: «فعشاء؟»، قالت: «ولا»، قالا: «فما إنسان يحدثنا؟»، قالت: «ولا»، قال: «فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك؟»، قالت: «سباع»، فقال أحدهما لصاحبه: «أعط متمنّيًا ما تمنى، وإن كان شرًّا»، فملئت عليها دارُها سباعًا، فأصبحوا وقد أكِلَتْ.

43 - أَتَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ؟» روي عَنْ عَائِشَةَ سدد خطاكم قَالَتْ: «حَدَّثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نِسَاءَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَدِيثًا فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: «يَا رَسُولَ الله كَانَ الْحَدِيثُ حَدِيثَ خُرَافَةَ». فَقَالَ: «أَتَدْرِينَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ أَسَرَتْهُ الْجِنُّ فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَمَكَثَ فِيهِمْ دَهْرًا طَوِيلًا ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الإِنْسِ فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فِيهِمْ مِنَ الأَعَاجِيبِ فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015