40 - أتدرون كم بين السماء والأرض؟» رُوِيَ عن عباس بن عبد المطلب قال كنا جلوسًا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالبطحاء فمرت سحابة فقال: «أتدرون ما هذا؟»، قلنا: «السحاب». قال: «والمزن». فقلنا: «والمزن». قال: «والعَنان». فسكتنا فقال: «أتدرون كم بين السماء والأرض؟»، قلنا: «الله ورسوله أعلم». قال: «بينهما مسيرة خمس مائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمس مائة سنة، وكشف كل سماء خمس مائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين رُكَبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تبارك وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء».
41 - أتدرين أي ليلة هذه؟»، رُوِيَ عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحركت فرجعت فسمعته يقول في سجوده: «أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك». فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: «يا عائشة! - أو يا حميراء - أظننت أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد خاس بك؟». قلت: لا والله يا رسول الله! ولكني ظننت أنك قُبِضت لطول سجودك». فقال: «أتدرين أي ليلة هذه؟». قلت: «الله ورسوله أعلم». قال: «هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله - عز وجل - يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم».