يحدثني أحد إخواننا كان في أمريكا يدرس الدكتوراه , فقال: سكنتُ عند عجوز , ففي الصباح وأنا نازل الجامعة أقول لها: ( Good morning) , والمساء وأنا طالع إلى غرفتي أقول لها Good evening)) (?) ، عمرها سبعون , فالمهم كبيرة , قال: بعد يومين أو ثلاثة نادَتْنِي , قالت: «كم تريد راتبك؟». قلت لها: «لماذا؟» قالت: «لأنك تُسَلِّمُ عَلَيَّ , أريد أن أدفع لك راتبًا لأني أسمع صوت إنسان».
ولذلك هناك كان تمسُّكُهم بالكلاب , يقول لك: الناس كلهم غدورا بي وتركوني, فلم يبق لي إلا هذا الكلب الوفي , نعم , ما بقي إلا هذا الكلب , قال: هذا أفضل من أولادي , لأنه لم يبق مَن يُسَلّيني إلا هذا الكلب , ولذلك كثير من كبيرات السن أو كبار السن يموتون في غرفهم ولا يدري أحد عن موتهم حتى تخرج رائحتهم وتشمئز منها النفوس , وتزكم رائحته الأنوف , فيتصلون بالبلدية , تعالوا هنالك في الحارة واحد ميت أو واحدة ميتة , تعالوا خذوها وارموها.
نعم والد جونسون رئيس الولايات الأمريكية مات في المزرعة , لا أحد عرف , ما دَلَّهُم عليه إلا كلبه , جونسون!! رئيس الولايات الأمريكية.
ولذلك مجتمع منهار نهائيًا , بنت تبكي ووالدها يدفعها , فيسأل شاب عربي ما بالها؟ قال: «هي تريد أن تستأجر كأنه بمائة دولار, وشاب آخر يدفع لي - غريب - مائة وخمسين دولارا في الغرفة, فأنا أؤجر الغرفة لهذا الشاب».
أخ قادم من أمريكا قال لي: نحن أهم صفتين عندنا الحياء والكرم, اجتثت هاتان الصفتان من الأوروبيين , دعا عربي - العربي كريم - دعا أمريكيًّا إلى بيته , عمل له غداء من اللحوم ومن غيره , فهو مكث عنده ساعتين، فواكه وحديث، وبعدها