256 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَا أَنَا بِفَلَاةِ كَذَا وَكَذَا إِذَا إِعْصَارَانِ قَدْ أَقْبَلَا أَحَدُهُمَا مِنْ مَكَانٍ وَالْآخَرُ مِنْ -[362]- مَكَانٍ فَالْتَقَيَا فَاعْتَرَكَا ثُمَّ تَفَرَّقَا وَأَحَدُهُمَا أَقَلُّ مِنْهُ حِينَ جَاءَ فَذَهَبْتُ حَتَّى جِئْتُ مُعْتَرَكَهُمَا فَإِذَا مِنَ الْحَيَّاتِ شَيْءٌ مَا رَأَيْتُ قَطُّ غَيْرَهُ وَإِذَا رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ بَعْضِهَا فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ الْحَيَّاتِ أَنْظُرُ مِنْ أَيِّهَا هَذَا الرِّيحُ فَإِذَا ذَلِكَ الرِّيحُ مِنْ حَيَّةٍ صَفْرَاءَ دَقِيقَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِخَيْرٍ فِيهَا فَلَفَفْتُهَا فِي عِمَامَتِي ثُمَّ دَفَنْتُهَا فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ وَلَا أَرَاهُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ هُدِيتَ هَذَانِ حَيَّانِ مِنَ الْجِنِّ مِنْ بَنِي شِعَيْبَانَ وَبَنِي أُقَيْسٍ الْتَقَوْا فَكَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ مَا رَأَيْتَ وَاسْتُشْهِدَ الَّذِي أَخَذْتَهُ وَكَانَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَمَعُوا الْوَحْيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَقَدْ رَأَيْتَ عَجَبًا وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَعَلَيْكَ كَذِبُكَ