فقال صلى الله عليه وسلم: أجدت، لا يفضض الله فاك. قال الراوي: فنظرت إليه، فكأنّ فاه البرد المنهلّ، ما سقطت له سنّ ولا انفلّت، ترفّ غروبه (?).
ومن ذلك حديث كعب بن زهير. روي أن كعبا وأخاه بجيرا خرجا إلى رسول صلى الله عليه وسلم حتى بلغا أبرق العزّاف (?)، فقال كعب لبجير: الق هذا الرجل وأنا مقيم هاهنا، فانظر ما يقول. وقدم بجير على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليه الإسلام فأسلم، وبلغ ذلك كعبا، فقال فى ذلك شعرا، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه فكتب إليه بجبر يأمره أن يسلم ويقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إنّ من شهد أن لا الله وأن محمدا رسول الله، قبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسقط ما كان قبل ذلك قال: فقدم كعب وأنشد النبي صلى الله عليه وسلم قصيدته المعروفة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيّم إثرها، لم يفد، مغلول
وما سعاد غداة البين إذ رحلت ... إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنّه منهل بالرّاح معلول
سحّ السّقاة عليها ماء محنية ... من ماء أبطح أضحى وهو مشمول
ويلمها خلّة لو أنّها صدقت ... موعودها، أو لو أنّ النّصح مقبول (?)