فتعلم أنه من قول الآخر: [من الطويل]

يكاد إذا ما أبصر الضّيّف مقبلا ... يكلّمه من حبّه وهو أعجم (?)

وأن بينهما قرابة شديدة ونسبا لاصقا، وأن صورتهما في فرط التناسب صورة بيتي «زياد» و «يزيد».

وممّا هو إثبات للصّفة على طريق الكناية والتعريض، قولهم: «المجد بين ثوبيه، والكرم في برديه»، وذلك أن قائل هذا يتوصّل إلى إثبات المجد والكرم للممدوح، بأن يجعلهما في ثوبه الذي يلبسه، كما توصّل «زياد» إلى إثبات السماحة والمروءة والندى لابن الحشرج، بأن جعلها في القبّة التي هو جالس فيها.

ومن ذلك قوله: [من البسيط] وحيثما يك أمر صالح فكن (?) وما جاء في معناه من قوله: [من المتقارب]

يصير أبان قرين السّماح ... والمكرمات معا حيث صارا (?)

وقول أبي نواس: [من الطويل]

فما جازه جود ولا حلّ دونه ... ولكن يصير الجود حيث يصير (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015