"ثم إِنَّنا زدْنا على ضوابط الأستاذ وهوامشه ما خطر لنا في أثناء تصحيح الطبع أنَّ القارئ يحتاج إليه، وقليل من ذلك يدخل في باب الاستدارك على شيخنا رحمه الله تعالى أو التوضيح لما كتبه".
وترجع حواشي الإمام بمعظمها إلى معاجم اللغة وشروح القصائد في الدواوين والأمهات ولا سيما معجما "القاموس المحيط" و "لسان العرب"، كما بيَّنتُ غير مرة في شروحي وتعليقاتي.
وما تبقى فهو آراء ولفتات نحوية أو ذاتية، لشرح هذا الاستعمال، أو هذه النكتة، أو تلك المفردة الغريبة. بينما جادتْ حواشي السيد رضا واتَّسعت لتشمل شرح الشواهد الشعرية، وتُتِمَّ بعضها، ولا سيما في القسم الأخير من الكتاب.
"وجُملة الأمر" - كما يقول شيخنا الجرجاني في كثير من خلاصاته - أنَّ ما طُرِّز به الكتاب من حواشٍ لكلا العلاَّمتين، يُكمل بعضه بعضاً، ويشكل إضافة عضوية يصعب تجزئتها، لئن تفاوتتْ فيما بينها في المنهجية والتوضيح، أو في الإعراب النحوي والبياني واللغوي، فقد اتَّسقتْ وائتلفتْ، لتضيء الكثير من العتمات وتفْتح الكثير من المغالق، التي اكتنفت الكتاب.