5 - نموذج من أسلوبه الأدبي الآسر
* مقدمة فصل (الكناية والتعريض):
"هذا فنٌّ من القول دقيق المسلك، لطيف المأخذ. وهو أَنَّا نراهم كما يصنعون في نفس الصفة بأن يذهبوا بها مذهب الكناية والتعريض، كذلك يذهبون في إثبات الصفة هذا المذهب، وإذا فعلوا ذلك، بدتْ هناك محاسنُ تملأ الطرْفَ، ودقائق تُعْجز الوصف، ورأيت هناك شعراً شاعراً، وسحْراً ساحراً، وبلاغةً لا يكمل لها إلا الشاعرُ المُفْلِق، والخطيبُ المِصْقَع، وكما أنَّ الصفة إذا لم تأتِكَ مُصرَّحاً بذِكْرها، مكشوفاً عن وجهها، ولكن مدلولاً عليها بغيرها، كان ذلك أفْخَمَ لشأنها، وألطف لمكانها - كذلك إثباتك الصفة للشيء تُثْبتها له إذا لم تُلْقِه إلى السامع صريحاً، وجئتَ إليه من جانب التعريض والكناية، والرمز والإشارة، كان له من الفضل والمزيَّة، ومن الحسْن والرونق، ما لا يقلُّ قليلُه، ولا يجهلُ موضعُ الفضيلة فيه".
(دلائل الإعجاز/ ص 237).