ولهذه البدعة المنكرة أنصار في بعض البلاد الإسلامية، وهي بدعة من الحمق بمكان، ومن النكارة بمكان، وأقل ما يترتب على هذه البدعة المنكرة أن يستعجم فهم القرآن الكريم على الأمة الإسلامية، وإذا تركت السنن والأحاديث واستعجم فهم القرآن فقل على الإسلام العفاء!! ولن يكون هذا إن شاء الله تعالى وإذا كانت هذه الدعوة النكراء مستنكرة من الأفراد فهي أشد استنكارًا وأكثر حمقًا إذا وقعت من بعض أولياء الأمور في بعض البلاد الإسلامية المغلوبة على أمرها فصاروا يهرفون بما لا يعرفون، ويتكلمون بما لاَ يَعُونَ.
إن هذه الدعوة المستهجنة ستقبر - إن شاء الله - في العصر الحديث كما قبرت مثيلتها في العهد القديم، ولن تقوم لها قائمة بإذن الله تعالى اليوم، ما دامت الكثرة الساحقة من المسلمين، ومن علماء المسلمين يدعون إلى الحق الظاهر المبين وإلى الصراط المستقيم.
إن في العالم الإسلامي اليوم صحوة مشكورة، وصرخة مخلصة في الدعوة إلى العمل بكتاب الله وبسنة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه لا نجاة للمسلمين فيما يحيط بهم من أخطار، إلا بالتمسك بهذين الأصلين الشريفين، وقد ظهرت آثار هذه الصحوة وهذه الصرخة المؤمنة المدوية في كثير من بلاد الإسلام، وتجاوبت الأصداء بالعمل بكتاب الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -، وسنة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
إن الشعوب الإسلامية إذا احتكمت إلى كتاب الله وسنة رسول الله فقد نصرت دين الله، ومن نصر دين الله نصره الله وصدق الله {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (?).
إن الشعوب الإسلامية إذا احتكمت إلى كتاب الله تعالى، وإلى سنة رسوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقد عرفت ذاتها، وعادت إلى شخصيتها الإسلامية المتميزة عن غيرها من الشخصيات بالعقيدة، والشريعة، والأخلاق، وَالسَّمْتِ الحَسَنِ، والدل الجميل، والهدي الأصيل.