وقال سفيان الثوري: «الإِسْنَادُ سِلاَحُ الْمُؤْمِنِ» رواه مسلم (*)، وقال عبد الرحمن بن مهدي: «لاَ يَكُونُ الرَّجُلُ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ حَتَّى يُمْسِكَ عَنْ بَعْضِ مَا سَمِعَ» (?) وقال الإمام الشافعي: «مَثَلُ الذِي يَطْلُبُ الحَدِيثَ بِلاَ إِسْنَادٍ كَحَاطِبش لَيْلٍ». إلى غير ذلك من النصوص الدالة على العناية بالأسانيد ونقد الرواة، وتشريحهم تشريحًا علميًا دقيقًا، ولولا هذا لوجد الزنادقة وأعداء الإسلام الفرصة سانحة للإفساد في الدين والاختلاق في الأحاديث من غير أن يجدوا من يكشف عن زيفهم وكذبهم ويرد عليهم كيدهم.

فكيف غابت هذه النصوص الكثيرة وغيرها على الباحثين المسلمين؟!.

وما كنا نحب لأحمد أمين وأمثاله أن يكونوا ذيولاً للمستشرقين، وكنا نحب منهم أن تكون لهم شخصيتهم المستقلة في البحث.

[11] إن بعض من يتسمون بأسماء المسلمين اليوم قد أحيا البدعة القديمة بدعة الاكتفاء بالقرآن عن السنن والأحاديث، وقالوا: حسبنا كتاب الله وقد خالفوا كتاب الله بمقالتهم تلك فهذا كتاب الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - يصدع بالحق في قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (?)، وقال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (?)، وقال: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} (?)، إلى غير ذلك من الآيات القرآنية المتكاثرة التي لا يحصيها العَدُّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015