وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم حاله عند نزوله فقال: "ليس بيني وبين عيسى نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فأعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة، والبياض، ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل" 1، ويكون نزوله في وقت اصطف فيه المقاتلون المسلمون لصلاة الفجر، وتقدم إمامهم للصلاة، فيرجع ذلك الإمام طالبا من عيسى أن يتقدم ليؤمهم، فيأبى، ففي الحديث: "وإمامهم -أي إمام الجيش الإسلامي - رجل صالح فبينما إمامهم يتقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص، يمشي القهقهرى ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصل بهم إمامهم" 2.
وروى مسلم في "صحيحه" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعالى صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة" 3.
ومهمته بعد نزوله هي حكم الناس بالعدل، والحق، يروي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا -أي ليس نبيا ولا رسولا- فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال، حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها" 4.