وشجعني على هذه البداية أن الإسلام يربط الأمة الإسلامية بأبيهم آدم كثيرا, حيث يعرفهم بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} 1.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} 2.
ونادى الله الناس ببنوتهم لآدم، يقول تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} 3.
{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} 4.
بل إن الله -سبحانه وتعالى- ربط المسلمين عمليا بأبيهم آدم من خلال تخصيص يوم الجمعة للمسلمين، وتعيينه للخطبة والصلاة؛ لأنه يوم آدم عليه السلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أسكن الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه" 5.
فيوم الجمعة هو يوم آدم، وهو عيد للمسلمين، يعيشه الناس فيربطون البداية بالنهاية، ويستعدون بالعبادة والإخلاص لقيام الساعة، سائلين الله كل خير، عسى أن يكون دعاؤهم ساعة الإجابة.
وسأجعل حديثي عن آدم في نقاط، بحيث تعطي كل نقطة فكرة محددة، على أن تقدم سائر النقاط متعاونة السيرة, متكاملة كما جاءت في القرآن الكريم، وإن لم تكن أحداثها متسلسلة، والله الموفق ...