وقد تميز يعقوب -عليه السلام- بالحلم، والصبر، والاعتماد المطلق على الله تعالى، فهو عليه السلام قابل غياب يوسف وأخيه بقوله: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} 1.
وكان يوجه أبناءه برفق وناة، ويتعامل مع أخطائهم بمنهج النبوة، فهو يعلم ما بنفوسهم وطبائعهم؛ ولذلك نراه يقول ليوسف حينما أخبره برؤياه: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} 2.
ويقول لأبنائه حينما جاءوه بقميص يوسف ملوثا بالدم: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا} 3.
ولما غاب عنه ابنه الثاني, قال لإخوته: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} 4.
ولما تجلت الحقائق, وجاءه أبناؤه قائلين له: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} 5.
رد عليهم بقوله: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 6.