ج- تضمن هذا القسم كل شيء عن الإسلام والدعوة إليه، حيث يوجد ذلك بتفصيل في القرآن الكريم، والسنة النبوية، المحفوظينِ بحفظ الله تعالى.
قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} 1، وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 2, وقد جاء القرآن الكريم مصدقا للكتب السابقة ومهيمنا عليها، فأيد صادقها، وأتم ناقصها، وصحح ما حُرِّف منها، وكمل بما تحتاجه البشرية تبعا لتقدمها وتطورها، ووضع القواعد المساعدة لاحتواء كل جديد، وإعطائه الحكم الشرعي الصحيح، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} 3.
وقال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} 4.
ويعتبر هذا القسم هو الأساس للدعوة، فهو يحتوي أحداث القسم الأول ويستفيد منها، ويقدم الدستور الواضح والتشريع الدائم للعصور التالية بصورة محكمة، مفصلة.
د- محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول الدعوة، وإمام الدعاة، وقدوة المؤمنين، صورة بيضاء، واضحة، ناصعة، يسهل الوقوف على أي جانب من جوانب شخصيته العامة والخاصة مهما دق، حيث فصلت سيرته -صلى الله عليه وسلم- تفصيلا واسعا، واهتم بها كتّاب السير والشمائل حتى سجلوا كل شيء ووثقوه ...